اعتقال المناضل مُحاد قاسمي: لا لتكميم أفواه حرائر وأحرار الجزائر!


اعتقلت السلطات الجزائرية يوم الإثنين 8 يونيو / جوان الجاري المناضل مُحاد قاسمي من منزله بمدينة أدرار وسجَنَته للتحقيق في اتهامات تتعلّق بتدوينات قديمة له، عبّر فيها عن رأيه من بعض القضايا العامّة.

 وقد عُرف المناضل محاد القاسمي بنشاطه في حركة الشباب البطالين من أجل الحق في الشغل وفي التحرك الشعبي لمواجهة استغلال الغاز الصخري بالجنوب وبنضاله خلال الانتفاضة الشعبية لتغيير النظام، التي اندلعت شرارتها في فبراير2020، وماتزال صامدة إلى اليوم.

 انبرى الناشط محاد قاسمي، منافحا عبر تدويناته على شبكات التواصل الاجتماعي وفي الميدان، عن الحرية والديمقراطية والسيادة الوطنية، ومطالبا بالعدالة الاجتماعية والبيئيّة لشعبه، وممارسًا لحقّه المُواطني في انتقاد الوضع الاجتماعي والسياسي القائم بالبلاد.

  لقد اعتُقِل رفيقنا انتقامًا منه بسبب نشاطه السياسي المناهض للزُمرة الحاكمة في الجزائر. وينضاف اعتقال محاد الى العشرات من الناشطين الذين أوقفوا على خلفّية نضالهم السياسي إبّان الانتفاضة الجزائرية. ويتضّح جلّيا أنّ السلطة الحاكمة في الجزائر قد استغلّت الظروف الاستثنائية التي خلقها انتشار وباء كورونا لتصفّي حسابها مع نشطاء الحراك الأخير بهدف اخماده ومنع استئنافه. ولقد خبرنا في باقي بلدان المنطقة المغاربية والعربيّة مثل هذه السياسة التي تبدأ بتلفيق التهم للنشطاء بهدف تخويف الناس والإجهاز على ما حقّقوه من مكتسبات خلال حراكهم، بما في ذلك حرّية التعبير. الّا أنّنا نؤكّد أنّ من يتصوّر نفسه قادرًا على ايقاف عجلة التاريخ، بالاعتقالات والانتقام من حرائر وأحرار الشعب، هو واهمٌ حالمٌ.

انّ شبكة شمال افريقيا للسيادة الغذائية، التي يُعدُّ محاد قاسمي أحد مؤسّسيها والمشاركين بفعالية في أنشطتها، تتابع بقلقٍ شديد مسلسل التضييقات والاعتقالات والمحاكمات الجائرة التي يتعرض لها المناضلون والمناضلات بمختلف مناطق الجزائر، استنادا إلى تهم مُلَفَّقَة هدفها منع عودة النضال الشعبي الى حالة التعبئة السابقة لجائحة كوفيد 19. وبناءً عليه تُعبّر الشبكة عمّا يلي:

– مطالبتها بالإفراج الفوري عن محاد قاسمي وكل المعتقلين بجريرة حرية التعبير عن الرأي، وبوقف كل أشكال التضييق والترهيب المُمَارس ضدّهم.

– تدعو جميع منظمات النضال وكل المدافعين عن الحريات الديمقراطية للتجنّد والتآزر الفعليّ مع المناضلين والمناضلات الجزائريين إزاء موجة القمع التي تطالهم. وبالعمل الجادّ من أجل الإفراج عنهم.

– تُشيد بتضحيات وصمود هيئة الدفاع، رغم كل الضغوط والصعوبات التي تتعرّض لها.

– تحيّي نضالات الشعب الجزائري الأبيّ من أجل حريته وكرامته وسيادته، والتي طالما ضحّى بالغالي والنفيس في سبيلها اقتداءً بتضحيات شهداء الثورة الجزائرية المجيدة.

شبكة شمال افريقيا للسيادة الغذائية