تعيش ملايين النساء بشكل يومي شتى صنوف القهر والعنف التي يولدها تظافر نظامي الاضطهاد البطريريكي والنظام الرأسمالي. تتحمل النساء أعباء الحياة وشقائها عقب استغلال النظام الرأسمالي لعملهن أينما وجدن، واستنزاف الموارد الطبيعة لشعوبهن وتغدية الحروب والعنصرية وتهجيرهن قسرا عن أراضيهن. وإذ تستعد نساء العالم لتخليد يومهن الأممي، فإن شبكة شمال افريقيا للسيادة الغذائية، تحيي كل النساء اللواتي يكافحن من أجل حياة أفضل على الكوكب، خالية من علاقات الهيمنة والسطو و النزاعات، وتقوم على المساواة والسلام والعيش المشترك وسيادة الشعوب على أراضيها وخيراتها.

في ذكرى هذا اليوم 8مارس، تستمر الفلاحات في الأرياف والقرى  بمنطقة شمال افريقيا في مقاومة زحف النظام الزراعي الصناعي التصديري المهمين، وتحافظن على زراعة أرضهن وعلى بذورهن، وتقاومن مصادرة الأراضي والمياه وتلوت الآبار بسبب الأنشطة الاستخراجية. إن هؤلاء  النساء اللواتي يكدحن من أجل فلاحة  تكفل الغذاء لأسرهن الفقيرة وتدعمن نظم زراعية بيئية يعملن طوال اليوم دون مقابل، ولا يستفدن من أي دعم من حكومات بلدانهن، ويواجهن دائما مخاطر العنف الذكوري من تحرش واغتصاب.

تظل القوانين والمعاهدات الدولية التي تنص على حقوق الانسان ومنها التي تجرم العنف وأشكال الميز ضد النساء مجرد ملحقات، تصادق عليها أنظمة غير ديمقراطية لإخفاء الاثار المدمرة الناجمة عن ابرام اتفاقيات تجارية، التي تعيد استعمار شعوب منطقتنا وسلب خيراتها وتدمير البيئة والغذاء، وتحطم أسس عدالة اجتماعية اقتصادية وبيئية ومساواة فعلية.

 إن نساء القرى سواء كن مستهلكات أو منتجات للغذاء والنساء المستغلات في قطاع الزراعة التصديرية  يعانين على نحو متزايد من الفقر والبؤس بفعل الهجوم الواسع على خدمات الصحة والتعليم وتحرير أسعار مواد الاستهلاك الأساسية وخصخصة الأراضي وتفكيك قوانين الشغل، ويتربص بهن دوما احتمال الموت الجماعي بسبب تكديسهن  في وسائل نقل غير لائقة ومهينة لكرامتهن الإنسانية.

رغم هشاشة وضعهن وضعف انتسابهن النقابي تتصدى العاملات الزراعيات لتعديات أرباب العمل ويصمدن دفاع عن حقوقهن المسلوبة. يرافق كل هذا هشاشة وضعهن الاجتماعي، حين تلجأ نساء القرى العاملات في الأرض والعاملات الزراعيات أمام ضعف مواردهن المالية وغلاء تكاليف العيش إلى القروض الصغرى بفوائد مرتفعة مقابل رهن ممتلكاتهن، وتخضعهن مؤسسات التمويل الصغير لوثيرة تسديد غير محتملة.

إن شبكة شمال افريقيا للسيادة الغذائية تدين بشدة كل اشكال الميز والقهر التي تستهدف النساء، وتحي عاليا انخراط نساء المنطقة في مقاومات شعوبهن من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة.

كما تتضامن الشبكة وتساند مقاومات النساء في الجزائر ومصر وتونس والمغرب وفلسطين والعراق والسودان ولبنان وباقي البلدان العربية، وترى فيها أمالا كبيرة لصد عنف السياسات النيوليبرالية التي تفتك بحقوق النساء الأساسية وتقوي اللامساوة تجاههن.

تدين الشبكة الحروب الهمجية التي تقودها قوى امبريالية عالمية بتحالف مع قوى إقليمية رجعية في المنطقة أولى ضحاياها هن النساء، وشعوب المنطقة عامة وتسمم البيئة وتعمم التهجير القسري.

تدعم الشبكة كافة الديناميات النضالية النسوية عبر العالم الداعية لإضرابات نسوية يوم 8 مارس2020، ونداء المسيرة العالمية للتحرك العالمي الخامس، وتشيد بهذه التحركات النضالية التضامنية الساعية لتنظيم قوة النساء الجماعية للوقوف في وجه النظام الرأسمالي المعولم والنظام البطريريكي، وانهاء كافة اشكال السيطرة وبناء عالم متضامن

تسعى الشبكة إلى العمل مع كل الحركات المناضلة بالمنطقة من أجل سيادة غذائية تضمن كرامة شعوب المنطقة وسيادتها الشعبية

  تنخرط شبكة شمال افريقيا للسيادة الغذائية في تخليد هذا اليوم التاريخي في نضال نساء العالم، وتؤكد عزمها على مواصلة النضال وبناء أواصر التضامن وتنسيق الجهود لبناء مقاومات شعبية بيئية نسوية في منطقة شمال افريقيا

تتضامن شبكة شمال افريقيا للسيادة الغذائية مع نضالات عاملات جمع المحار بمنطقة قابس، ونساء الهوايدية ضد الخراب البيئي للأنشطة الاستخراجية بتونس، وتحي صمود النساء السلاليات المدافعات عن حقهن في الأرض وإضرابات العاملات الزراعيات في المغرب، وتدعم نضال الفلاحات الريفيات المصريات اللواتي يواصلن الدفاع عن أراضهن ويواجهن الة القمع الغاشمة في مصر لاسيما في جزيرة الوراق، وتقف بجانب نضال نساء الجزائر المنخرطات في الحراك الشعبي الجزائري لتحرير بلدهن

هذا و تجدد شبكة شمال افريقيا للسيادة الغذائية بمناسبة اليوم العالمي للنساء تأكيدها على ما يلي:

  أولا: ضرورة تعديل منظومة القوانين بشمال افريقيا التي تحكم ظروف عمل العاملات الريفيات لضمان حقوق عمل سليمة وتوسيع مظلة التأمينات الصيحة والاجتماعية لتشمل العاملات الريفيات بشمال افريقيا

 ثانيا: ضرورة النضال من أجل احتساب العمل الزراعي والريفي الاسري للعاملات في الأرض كجزء من الناتج القومي الإجمالي

 ثالثا: ضرورة النضال من أجل قوانين تضمن السلامة الجسدية والنفسية للمزارعات الريفيات والعاملات بالضيعات الفلاحية التصديرية وتحميهن من اشكال العنف والاستغلال الموجه ضدهن

السكرتارية الإقليمية لشبكة شمال إفريقيا للسيادة الغذائية

01/03/2020