من مليلية إلى سان أنطونيو: حياة المهاجرين مهمة



مرة أخرى تمتلئ الحدود بجثث المهاجرين/ات الذين كانوا يسعون بلا أمل إلى الإفلات من البؤس، ومن نزع الملكية، ومن القمع المؤسسي، ومن عنف العصابات الإجرامية المتاجرة بالحياة، المستفيدة من الإفلات من العقاب ومن تساهل دول الشمال. يوم الجمعة 14 يونيو، قُتل زهاء 30 مهاجرًا/ة في الحدود بين مليلية وإسبانيا على يد حراس الحدود. وبعد ثلاثة أيام، يوم 17 يونيو، وُجد 51 مهاجرا/ة أمواتًا محجوزين في شاحنة سلع في سان انطونيو في تكساس.

كان ضحايا تكساس افرادًا منزوعي الملكية لا يمكنهم العيش في أراضيهم، ويسعون بلا أمل إلى البقاء أحياء، وقد أُضيفوا إلى القائمة الطويلة لآلاف الأموات على الحدود منذ اختارت الولايات المتحدة الأمريكية تدبير عمليات الهجرة باستراتيجية عسكرية وقمعية، استراتيجية تعمقت منذ المصادقة على ما يسمى الميثاق العالمي للهجرات الآمنة والمنظمة والمنتظمة في ديسمبر العام 2018 والذي أهمل مبادئ حقوق الإنسان.

أظهرت صور ما جرى في مليلية للعالم القسوة الشديدة التي قمعت بها قوات منع الهجرة المغربية والاسبانية، المهاجرين الأفارقة. و وصل عدد القتلى في سان أنطونيو في تكساس إلى 39 رجلا و12 امرأة، معظمهم مكسيكيون، ومنهم أيضًا مهاجرون/ات من غواتيمالا وهندوراس وجنسيات أخرى…. وأطفال.

لا يمكن لحركة لا فيا كامبيسينا أن تظل صامتة إزاء هذه المأساة. إننا ننضم إلى موجة الاستياء العالمية، وإلى حملة التنديد التي تقوم بها منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وننضم إلى مطالبة مندوب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للقيام ببحثٍ حول انتهاك حقوق الإنسان من قبل الدول طبقًا للاتفاقية الدولية لحقوق العمال/ات المهاجرين/ات.

كما نضم صوتنا إلى الأصوات المطالبة بإنهاء تواطؤ حكومات، مثل حكومة المغرب والمكسيك، وغيرهما، التي تقوم “بالعمل الوسخ” بتنفيذها السياسات والبرامج ضد المهاجرين/ات، المفروضة من دول الشمال مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي.

وندعو على نحو عاجل، منظماتنا في لا فيا كامبيسينا، وحلفائنا، للتعبئة للقيام بتحركات ملموسة دفاعًا عن حياة المهاجرين/ات.

أخيرًا، ندعو المجتمع برمته إلى الخروج من اللامبالاة العالمية وإلى المطالبة بالأفعال، بحماية حياة المهاجرين/ات.


ترجمة موقع سيادة

الرابط الأصلي للبيان: هنا