نداء عالمي لمواجهة المجاعة في غزة: أطلقوا القافلة الدبلوماسية الإنسانية الآن!



وقعت حركة ”لا فيا كامبسينا“ على النداء المشترك الذي أطلقه المجتمع المدني الفلسطيني، لتنضم إلى مئات المنظمات الأخرى لدعم مبادرة إطلاق قافلة دبلوماسية إنسانية لمواجهة المجاعة في غزة. تجدون النداء أسفله.

يُطلق المجتمع المدني الفلسطيني، الذي انضمت إليه المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، هذا النداء المشترك والعاجل: يجب وقف المجاعة في غزة. يجب على المجتمع الدولي أن يتصرف بشكل حاسم وفوري، وأن يتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة عن هذا الوضع.

إننا نشهد التجويع المتعمد للسكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب. أكثر من مليوني فلسطيني في غزة يعيشون في حالة مجاعة. فمنذ 2 مارس/آذار 2025، تمنع إسرائيل جميع المساعدات الإنسانية والإمدادات الأساسية – وهو أطول حصار شامل مفروض على غزة على الإطلاق. دقّ اليونيسف ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية( (OCHA ناقوس الخطر:في غزة، دُمرت الأراضي الزراعية، وجرى حظر مناطق صيد الأسماك ، والمخابز وأغلقت المخابز والمطابخ المجتمعية أبوابها، ونفُذ الغذاء، ويتصارع السكان من أجل الحصول على المياه، في ظل القصف المتواصل. ينام الأطفال وهم جوعى. 92% من الأطفال دون سن الثانية من العمر والأمهات المرضعات لا يحصلون على الغذاء الكافي. تفتقد المستشفيات للدم ، ولم يعد بإمكان الأشخاص الذين احترقوا بسبب الانفجارات الحصول على المياه التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.

استنفدت الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي مخزوناتهما، بينما تسعى إسرائيل إلى تفكيك نظام توزيع المساعدات الإنسانية الذي تديره الأمم المتحدة. في 11 أبريل 2025، أعلنت شبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية أن غزة دخلت مرحلة متقدمة من المجاعة. وأعقب ذلك إعلان رسمي من قبل دولة فلسطين بتصنيف قطاع غزة كمنطقة مجاعة، والدعوة إلى تدخل دولي عاجل، ولا سيما بموجب المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.

إن الوفيات الناجمة عن المجاعة تحدث منذ مدة، ومن المتوقع أن تزداد بشكل حاد إذا استمرت هذه الظروف. وفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، فإن جميع سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يواجه نصف مليون شخص خطر المجاعة. هناك خطر كبير من حدوث مجاعة (المرحلة الخامسة من المؤتمر الدولي للسكان والتنمية – الكارثة) ستتحقق قريبًا، ما يجعل التحرك الفوري أمرا ضروريا. وعلى الرغم من هذا الواقع الكارثي، فإن أكثر من 3,000 شاحنة مساعدات و116,000 طن من المواد الغذائية جاهزة لدخول غزة – ولكن إسرائيل هي التي تمنع دخولها. إن هذا يشكل انتهاكً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الأساسية، كما تشير إلى ذلك الأوامر القانونية الملزمة، بما في ذلك التدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية في قضية جنوب أفريقيا/إسرائيل – وهي أوامر لا تزال متجاهلة وغير منفذة بعد مرور أكثر من عام.

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش : António Guterres

    ”المساعدات الإنسانية غير قابلة للتفاوض… يجب استئناف المساعدات على الفور… يجب ألا تكون هناك عقبات أمام المساعدات الإنسانية. ليس هذا هو الوقت المناسب لإظهار الدعم الرمزي والإجراءات الشكلية“.

في 29 أبريل/نيسان 2025، حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك  Volker Türk ، من انهيار المساعدات المنقذة للحياة  التام قائلاً :   

“تقع على عاتق دول العالم الثالث التزامات واضحة بموجب القانون الدولي لوقف مثل هذه الأعمال على الفور، وعليها أن تتصرف وفقًا لذلك”.

إننا نحث الدول على الانضمام إلى هذه القافلة الإنسانية من خلال إرسال بعثات دبلوماسية رسمية – على أعلى مستوى ممكن – لمرافقة شاحنات المساعدات المتوقفة بالفعل في معبر رفح، والدخول إلى غزة إلى برفقتها. إن هذا العمل يتماشى مع الالتزامات القانونية للدول وشجاعة الضمير والتضامن الإنساني.

ولهذه الغاية، ندعو إلى ما يلي:

  • ندعو جميع الدول إلى الالتزام علنا بالانضمام إلى قافلة المساعدات الإنسانية من خلال إرسال بعثات دبلوماسية رسمية لمرافقة شاحنات المساعدات التي ستدخل غزة عبر معبر رفح. وسيتم الإعلان عن موعد محدد للمغادرة قريباً. كما يجب على الدول رفض استغلال المساعدات الإنسانية وآليات التوزيع المقترحة من قبل إسرائيل، والتي تضفي الطابع العسكري على جهود الإغاثة وتتجاوز وكالات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة في المجال الإنساني.
  • إننا نحث جميع الدول على تنسيق الجهود مع الأمم المتحدة والحكومة المصرية لتسهيل دخول القافلة وضمان المرور الفوري والآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية والفرق الطبية والعاملين في المجال الإنساني.
  • إذا كان خيار بعض الحكومات، المتواطئة في الفظائع المستمرة، عدم المشاركة، فإننا ندعو الدبلوماسيين والبرلمانيين والوزراء في هذه الدول إلى الانضمام إلى القافلة بصفتهم الشخصية.
  • كما أننا نحث وسائل الإعلام الدولية على مرافقة القافلة – لتكون شاهدة على المجاعة وتوثيقها والتنديد بالحصار الذي يجوّع غزة.
  • إننا ندعو المجتمع المدني العالمي – بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والنقابات العمالية والمجموعات الطلابية والأحزاب السياسية وشبكات التضامن – إلى التعبئة الفورية للضغط على الحكومات لدعم القافلة، وتقديم الدعم المادي والسياسي والجماهيري.
  • كما أننا ندعو الأمم المتحدة إلى استكمال التقييمات والإجراءات اللازمة لإعلان غزة منطقة مجاعة بشكل عاجل، استناداً إلى بيانات جرى التحقق منها، ودعم هذه الدعوة المشتركة من خلال تسهيل القافلة الإنسانية الدبلوماسية وتأييدها والانضمام إليها.

ستُشكل القافلة الإنسانية الدبلوماسية خطوة تاريخية نحو كسر الحصار وإنهاء المجاعة والتأكيد على الرفض العالمي باستعمال الجوع كسلاح حرب. يستند هذا النداء إلى القانون الدولي، والأخلاق المشتركة، واتفاقية منع الإبادة الجماعية، والتدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، والعديد من قرارات الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.

إن عدم التحرك سيؤدي إلى وفاة جماعية بسبب المجاعة وتسهيل ارتكاب مخالفات قانونية خطيرة أخرى وإضعاف النظام القانوني الدولي.

إننا ندعوكم اليوم: دعوا غزة تعيش. أنهوا المجاعة. أوقفوا الحصار. افتحوا المعابر. أطلقوا القافلة الدبلوماسية الإنسانية – الآن!

اضغط هنا للاطلاع على الموقعين

لافيا كامبيسينا- 12 مايو 2025

ترجمة: شبكة سيادة

النص الأصلي للبيان على: الرابط