تونس: قافلة تضامنية لإسناد نضالات صغار الفلاحين/ات بأولاد جاب الله



شاركت التنسيقية التونسية لشبكة شمال أفريقيا للسيادة الغذائية يوم السبت 20 /2 /2021 رفقة مجموعة من المناضلين/ات و الهيئات السياسية، في القافلة التضامنية لدعم نضالات صغار الفلاحين/ات في عمادة أولاد جاب الله من ولاية المهدية الذين يخوضون تحركات احتجاجية منذ يوم 10 /2 / 2021 على خلفية تردي أوضاعهم الاجتماعية، جراء ارتفاع اسعار الاعلاف،  التي تحتكرها الشركات الكبرى المتخصصة في الاعلاف الحيوانية، ومطالبتهم وقف سياسة توريد اللحوم التي أضرت بدخلهم المادي الضعيف أصلا وزادة من حدة تعمق أزماتهم المالية وانعكاسها على حياتهم الاجتماعية، في ظل سياق الأثار الاقتصادية للجائحة.

قافلة تضامنية

نقاش ثري وأجواء نضالية رائعة

إنطلقت الحافلة من شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس على الساعة 8 صباحا  ضمت قرابة 28 مناضلا ومناضلة من مختلف الحراكات  والمنظمات المساندة والمناصرة لقضية السيادة الغذائية والمتضامنة مع حراك اولاد جاب الله.

وأثناء الرحلة التي دامت قرابة 3 ساعات ناقش المناضلون/ات ما أثارته التحركات الإحتجاجية الأخيرة لصغار الفلاحين/ات في تونس من مسائل مصيرية وقضايا ملحة تهم الشأن الفلاحي والزراعي بالبلاد.

 كما طرح المتدخلون/ات العديد من المواضيع منها اتفاقية التبادل الحر الشامل   المعمق أو ما يعرف بإتفاقية الأليكا ومدى خطورة هذه الاتفاقية استعمارية على الشعب التونسي عموما ، وعلى مستقبل صغار منتجي/ات الغذاء خصوصا.

كما تبادل الرفاق/ت أوجه الحديث عن ضرورة وأهمية تنظم صغار الفلاحين/ات المنتجين الحقيقيين للثروة وصغار البحارة، من أجل مقاومة المنظومة القائمة في مرحلة أولى تمهيدا لإسقاطها وإقامة منظومة بديلة تحقق السيادة الغذائية.

كما ناقش المتدخلون/ات مشاكل التلوث البيئي والانحباس الحراري  وضرورة التصدي للإتفاقيات الاستعمارية الجديدة التي تفرضها الدول الرأسمالية على دول العالم الثالث.

وفر زمن رحلة القافلة التضامنية مناخا سياسيا، ناقش من خلاله أغلب المشاركون منظوراتهم للنضال وبدائلهم، التي صبّ غالبيتها في البديل التحرر أي السيادة على الغذاء وعلى الموارد.

أهالي أولاد جاب الله

إستقبال القافلة بحفاوة كبيرة

عند وصول الحافلة في حدود الساعة 11 صباحا إستقبل الاهالي و صغار الفلاحين/ات  القافلة بحفاوة كبيرة بجاب الله، في أجواء نضالية وحماسية  مرددين شعارات مناهضة للمنظومة القائمة. وأقاموا مأدبة غذاء على شرف المناضلين والمناضلات.  كانت حفاوة الاستقبال  احدى علامات التضامن الانساني الراقية من أهالي أولاد جاب الله.

القى بعض الحضور كلمات  تحت خيمة الإعتصام للتعبير عن دعمهم لنضالات صغار الفلاحين/ات بأولاد جاب الله وفي جميع مناطق البلاد وعن عزمهم مواصلة اسناد كل التحركات التي يخوضها صغار منتجي/ات الغذاء.

وقبل أن تغادر القافلة التضامنية منطقة اولاد جاب الله في اتجاه تونس العاصمة  عند الساعة 4 زوالا. جرى توزيع البيان التضامني الموقع من التنسيقية التونسية لشبكة شمال أفريقيا للسيادة الغذائية بتاريخ 12/2/2021 المنشور بموقع  siyada.org  و كذلك جرى توزيع نسخ من دراسة :”!لا تهُدِر أبدًا فرصةَ أزمةٍ جيّدة جائحة كوفيد 19 وامكانيّة تحقيق السّيادة الغذائية للباحث الفليبيني والدان بيلو على الفلاحين/ات.

 القوافل التضامنية : ترسيخ لتقاليد الاسناد

منذ مدة، تجابه مطالب صغار الفلاحين/ات بأولاد جاب الله، بالقمع والترهيب، وواجبنا نحن كمنظمات نضالية معنية بالسيادة الغذائية، وبنصرة منتجي الغذاء الصغار هو التضامن والاسناد لهذه الحركات التي تطالب بأبسط حقوقها، عبر تنظيم قوافل تضامنية داعمة لمطالب صغار الفلاحين ومساندة لنضالاتهم،  ضد تعديات الشركات الاحتكارية الكبرى التي تلقى دعما من جهاز الدولة.

نحن في حاجة ماسة إلى ترسيخ تقاليد التضامن الجماعي بين ضحايا الرأسمالية أينما ووجدوا في تونس أو في غيرها من البلدان، بغية خلق ميزان قوة حقيقي يصد التعديات الليبرالية ويبني بديلا فلاحيا سياديا على أرضنا.

فلنكن يد واحدة من أجل بديل السيادة الغذائية في تونس وفي عموم شمال أفريقيا.

وجدي المسلمي – عضو لجنة الاعلام بشبكة شمال افريقيا للسيادة الغذائية – تنسيقية تونس