مقدمة
تتناول هذه الدراسة قصة النضال الشعبي السوداني المستمر لأكثر من قرن من الزمان في مواجهة نظام الطاعة مقابل الغذاء. تصطحب الدراسة القارئ في رحلة تلقي الضوء على الملامح العامة لممكنات السودان الغذائية، بالإضافة لوضعية نظامه الغذائي وأداءه قبل الحرب، وتسلط الضوء على التأثير العميق الذي حدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الصراع. كما تتناول بعضا من العوامل الهيكلية والتاريخية المسؤولة عن إدامة الجوع وهشاشة النظام الغذائي. وأخيرا تستعرض الدراسة بعضا من البدائل والمجهودات الشعبية والقاعدية الحالية لتغيير ذلك الواقع.
مدخل: حزام الفوضى النيوليبرالي
تتميز دولة السودان بطبيعية متنوعة تشمل الصحراء الكبرى في الشمال وسهول السافانا والغابات في الجنوب. ويقع السودان داخل حدود مداري السرطان والجدي حيث يخضع بشكل متزايد للعواقب العنيفة لتغر المناخ، والتي تظهر في شكل حالات الجفاف المتكررة والفيضانات المدمرة. يُشر كريستيان بارينتي إلى هذه المنطقة بـ “مدار الفوضى ” – وهي منطقة تضم دولًا حديثة الاستقلال، تتصارع مع أزمات اقتصادية وسياسية حادة، مع الاعتماد بشكل كبير على الزراعة والرعي وصيد الأسماك من أجل الحصول على قوتها.
خدمت هذه الدول كساحات معارك بالوكالة منذ الحرب الباردة التي خلفت ورائها إرثا من المجموعات المسلحة، والأسلحة الرخيصة، وشبكات التهريب. وفي أواخر سبعينيات القرن الماضي، أُجبرت من قبل البنك وصندوق النقد الدوليين على إعادة هيكلة اقتصاداتها بتطبيق السياسات النيوليبرالية؛ فتمت خصخصة اقتصاداتها بشكل مفرط حتى شملت جيوشها.
في كتابه «مدار الفوضى، تغير المناخ والجغرافيا الجديدة للعنف» يستعرض كريستيان رؤية مفادها أن التغيرات العنيفة في المناخ تزيد من شدة الأزمات الاقتصادية والسياسية والتدخلات العسكرية الموجودة مسبقا منتجة ما سماه «التجمع الكارثي» الذي شرحه بقوله: “أدعو هذا التّلاقح بين الكوارث السياسية والاقتصادية والبيئية بالتجمع الكارثي. لا أعني بالتجمع الكارثي مجرد حدوث عدة كوارث في الوقت ذاته، واحدة فوق الأخرى. بل أُحاجج بأن المشاكل تتشابك وتضخم بعضها بعضا، بحيث تعبر كل واحدة عن نفسها من خلال حادثة أخرى”.
محتويات الدراسة:
- مقدمة
- مدخل: حزام الفوضى النيوليبرالية
- تحطيم نظم الغذاء المحلية
- ملامح عامة عن قطاع إنتاج الغذاء السوداني
- هيكلة وشبكات استخلاص الموارد الغذائية بالسلاح الناري
- لجظات ما قبل الكارثة
- سيناريو ما قبل الكارثة
- بذور السيادة
أبو بكر عمر دفع الله عمر\ السودان
- يمكنكم\ن الاطلاع على الدراسة من الرابط