يحتضن الأطلس المتوسط الشرقي العديد من المجموعات الزراعية والرعوية. شهدت هذه المنطقة تطور أنظمة زراعية ورعوية معقدة ومتداخلة مع البنيات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات التي تحتلّ هذه المرتفعات. أيت علاهم إحدى هذه المجتمعات التي تعتمد على الزراعة التقليدية. وتتّبع زراعتهم المعيشية، البعلية بشكل رئيسي، إيقاع محاصيل القمح والشعير بالإضافة إلى زراعة أشجار الزيتون. بالإضافة إلى الأراضي البورية (الأراضي الزراعية البعلية) يمتلكون أراضٍ سقوية على ضفاف أسيفْ سْليلّيوْ.
اعتاد أفراد المجتمع المحلي على إدارة أراضيهم ومواردهم بشكل مستقل من خلال المؤسسات الداخلية الأفقية والقواعد العرفية. وكانت مؤسسة الجماعة (أَجْمُوعْ)، التي يشارك فيها جميع أرباب الأسر الذكور، بمثابة أعلى هيئة تقريرية داخل هذه المجتمعات. حيث تناقش مسائل كتوزيع مياه الري بين الأعضاء، وتقسيم الأراضي الجماعية، وحل النزاعات، وصيانة البنية التحتية وما شابه ذلك، داخل مجلس الجماعة.
ومع ذلك، فقد تدهورت هياكلها الاجتماعية والاقتصادية وتعرضت لعملية طويلة من التآكل المؤسسي مع توطيد سلطة الحكومة المركزية وتحت تأثير اقتصاد السوق وتغير المناخ.
يشاركنا عمي موح وسليمان، اللذان يمثلان جيلين متعاقبين من مزارعي أيت علاهم، قصصهما وهمومهما من خلال تَمورْت إينو (بلادي)، ويمنحاننا فرصة لاكتشاف الفضاء الزراعي في الأطلس المتوسط الشرقي.
“تَمورْت إينو” من إنتاج شبكة سيادة والمخرج إلياس تراس.