دراسة جديدة: “لا فيا كامبيسينا: بذورنا، مستقبلنا”



تقدم شبكة سيادة لقارئ اللغة العربية ترجمة لعمل دراسي مفيد ” نهج المزارعين-ات : بذورنا، مستقبلنا”، يجمع تجارب نضالية مختلفة حول العالم، تعنى بقضايا البذور والسيادة على الغذاء. هذا العمل من انجاز حركة طريق الفلاحين Via campesina، التي نعتبر أنفسنا طرفا في نضالها  ضد الشركات متعددة الجنسية والرأسمالية   في المنطقة العربية / شمال افريقيا و الشرق الأوسط. 

والأكيد أن منطقتنا تشهد تعديا نيوليبراليا على غذاء شعوبنا، تقابلها مقاومات شعبية ضد غلاء أسعار الغذاء والاستحواذ على الأرض و الماء و البذور…الخ ، وقد كانت هذه التعديات النيوليبرالية أحد العوامل الرئيسة المفجرة للانتفاضات الشعبية سنة 2010. 

نقدم الترجمة العربية لهذا العمل بهدف الاطلاع على تجارب وخبرات الشعوب التي نتقاسم معها المصير المشترك، وكذا بغاية تسليح الأجيال الحالية و القادمة بمنظورات النضال الشعبي الجذرية في سبيل تشييد أدوات نضال صغار الفلاحين-ات وبناء ميزان قوة لصالح من هم-ن تحت. 

وستبذل شبكة سيادة قصارى الجهد لمواصل التثقيف الشعبي ولفت الانتباه إلى قضايا البيئة بمختلف تفرعاتها، هذه التي باتت مطروحة بإلحاح على جدول أعمال منظمات النضال في المنطقة العربية.

***

 تتبوأ البذور مكانة خاصة في النضال من أجل السيادة الغذائية. تشكل هذه البذور الصغيرة أساس مستقبلنا. تقوم ضمن كل دورة من دورات حياتها بإعادة تحديد نوع الغذاء المُنتج، وكذلك كيفية إنتاجه ومنتجه. وفي نفس الوقت تحمل البذور تاريخا ورؤية جماعية، ومعرفة وممارسات الجماعات الفلاحية في جميع أنحاء العالم التي أقامت، على مدى آلاف السنين، أساس ما أصبحنا عليه اليوم.

لم تنشأ البذور مرة واحدة وأبداً. إنها ليست أشياء، بل تمثل جزءا من سيرورة خلق مستمرة. لهذا السبب، كانت البذور موضوع نزاع بين وجهات نظر مختلفة لما يجب أن يكون عليه العمل في الأرض والزراعة. منذ حوالي 100 عام، شهدت الزراعة سيرورة تحول بهدف التكيف مع الحياة الصناعية. أدت هذه العملية إلى تحول الإنتاج الفلاحي في بقاع كثيرة من العالم. وكان تعديل البذور في قلب هذه الظاهرة، حيث أصبحت البذور متجانسة ومعتمدة على النفط. 

رغم هيمنة الصناعة وجهودها من أجل تهميش وحتى تجريم الزراعة الفلاحية، إلا أن لبذورنا الفلاحية جذور عميقة ومتجذرة في حياة الجماعات وحتى المدن. في كل مكان، تجري المطالبة بالبذور الفلاحية واستعادتها كأساس لزراعة مستدامة وصحية وعادلة. تُسلط الصفحات التالية الضوء على بعض الأماكن التي تجري فيها النضالات اليومية من أجل بذورنا. كما تشهد هذه الصفحات على التبادلات والمقاومات والاكتشافات والتضامن بين الفلاحات في آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين. إن هؤلاء الشعوب والنظم الزراعية هي التي تشكل حركة “لا فيا كامبيسينا” وتؤمّن مستقبلنا.

ترجمة: وحيد عسري

  • يمكنكم\ن الاطلاع على الدراسة كاملة من: الرابط

تُرجمت هذه الدراسة عن الإنجليزية. النص الأصلي على: الرابط

وحيد عسريAuthor posts

باحث ومترجم من المغرب.