تدين لافيا كامبيسينا العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتؤكد تضامنها مع الشعب اللبناني ومزارعيه



بانيوليه، 8 أكتوبر 2024| تدين حركة طريق الفلاحين الدولية – لافيا كامبيسينا- العدوان الإسرائيلي الوحشي والقاسي على لبنان ومدنييه وسيادة أمته. إلى المزارعين\ات في لبنان، وبخاصة في الجنوب والبقاع: لستم\ن وحدكم\ن. يؤازركم\ن 200 مليون فلاح حول العالم.

لن تخلد حركة لافيا كامبيسينا للراحة حتى تضع هذه الحرب الظالمة أوزارها، ويخضع جميع المسئولين عن هذه الفظائع للمساءلة. نضالنا مستمر من أجل السيادة الغذائية والعدالة والكرامة لكل الشعوب المضطهدة.

إن اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة على لبنان ما هي إلا اختراقات صارخة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، لا تستهدف الأرض والبنية التحتية فقط، بل تستهدف المدنيين\ات ووحدة الأراضي اللبنانية كذلك. مثل هذه الأفعال العدوانية لا يمكن تبريرها، إنها لا تؤدي سوى إلى التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم، وتغذية الصراع، وتصاعد التوترات عبر كامل المنطقة العربية. إننا نرفض أي منطق يُضفي الشرعية على هذا العنف ونطالب بوقف فوري للاعتداءات الإسرائيلية التي تُهدد سيادة الدولة اللبنانية والاستقرار في المنطقة.

لقد أسفرت الاعتداءات الأخيرة على الدولة اللبنانية عن خسارة مأساوية لأكثر من 1640 مدني، وإصابة ما يزيد عن 8408 شخص، ونزوح ما يقرب من المليون، بجانب ما سببته من دمار واسع للمنازل والبنية التحتية، والأراضي الزراعية الحيوية. إنها حملة ترويع متعمدة تستهدف تمزيق نسيج المجتمع اللبناني، وبصورة خاصة المجتمعات الريفية والزراعية في الجنوب والبقاع.

إن حجم الدمار صادم، وبخاصة في القطاع الزراعي

يُعد الجنوب اللبناني والبقاع، المنطقتين الأكثر استهدافًا من القوات الإسرائيلية، من المناطق الحيوية والتي لا غنى عنها للأمن الغذائي والاقتصاد اللبناني، حيث يوفران 60% من موارد البلاد من الغذاء.

ينتج الجنوب اللبناني وحده من 30-40% من إنتاج البلاد من الحمضيات، و20-25% من إنتاجها من الزيتون، بينما ينتج سهل البقاع الخصيب من 60-70% من إنتاج لبنان من الحبوب، و40-50% من محاصيل الفاكهة والخضروات. علاوة على ذلك، تساهم المنطقة بنسبة 15-20% من الصادرات الزراعية اللبنانية، مما يجعلها مصدر عيش هام لآلاف من عائلات الفلاحين، الذين يعانون الآن من الدمار والتهجير.

خلال الشهور الأخيرة، أُحرقت أكثر من 50 ألف شجرة زيتون، وحدثت أضرارا جسيمة جراء استخدام الفسفور الأبيض المحرم دوليًا، والذي سمم التربة والمياه الجوفية.

وقد هلك ما يزيد عن 700 ألف رأس من الدواجن و6 آلاف رأس من الماشية، تحت القصف المتواصل. لا تُدمر هذه الاعتداءات الشنيعة الزراعة في لبنان فحسب، ولكنها تدفع البلاد إلى أزمة غذائية عميقة ومتفاقمة، حيث تمنع الحرب الفلاحين\ات من الوصول إلى أراضيهم في موسم الحصاد الهام.

وبالرغم من كل ذلك، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبعض البلدان الأوروبية تقديم دعمهم الكامل للعدوان الإسرائيلي. إن للقوى الإمبريالية مصلحة راسخة في السماح للاحتلال الإسرائيلي بمواصلة مجازره وأعماله الإجرامية في المنطقة، حيث يعمل كقاعدة عسكرية تولد صراعات شتى. إننا ندين بشدة تلك الأطراف التي تدعم إسرائيل من خلال تسليحها وتسهيل هجماتها العسكرية على غزة ولبنان واليمن، مسببة بذلك مزيدا من الخسائر في الأرواح والتدمير لسبل العيش والبيئة.

وتؤكد حركة لافيا مجددا على معارضتها الحازمة للإمبريالية والفاشية وكل أشكال الحرب والعنف التي تدمر أراضينا وتولد الأزمات العالمية. وتدرك جيدا أن العدوان الإسرائيلي الحالي يؤدي إلى توسيع دائرة العنف، وتورط مزيد من الأطراف في الصراع، وارتكاب جرائم شنيعة ضد الإنسانية.

تشعر الحركة بغضب بالغ من فشل المجتمع الدولي في وضع حد لجرائم الحرب تلك. وبينما نشهد مرور عام على اندلاع حرب الإبادة الجماعية في غزة، تُرتكب الآن نفس الفظائع ضد اللبنانيين. إن القتل الممنهج للمدنيين والأطفال والعجائز جريمة حرب. لا يمكن أن يبقي العالم صامتًا بينما تستمر إسرائيل في حملتها التدميرية، وفي الإفلات من العقاب.

وتطالب الحركة بما يلي:

  1. الوقف الفوري لكل أشكال العدوان: يتحتم على المجتمع الدولي الضغط بشكل عاجل، على الاحتلال الإسرائيلي لوقف اعتداءاته الوحشية على لبنان، وبخاصة على الأراضي الزراعية في عمق الجنوب والبقاع، واحترام سيادة الدولة اللبنانية وحدودها الإقليمية.
  • محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها: تطالب الحركة بمقاضاة المسئولين الإسرائيليين على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية، أمام محكمة العدل الدولية. فلا وجود للسلام من دون عدالة.
  • إعادة تأهيل ودعم الفلاحين\ات: ندعو جميع الدول والحركات الاجتماعية والمنظمات الدولية حول العالم للانضمام إلينا ودعم إعادة إعمار القطاع الزراعي في لبنان.

سوف تعمل لافيا كامبيسينا على حشد التضامن وكل الموارد المتاحة من أجل دعم الفلاحين\ات في لبنان وفلسطين لاسترداد وإعادة بناء أراضيهم، بما يضمن استمرار حقهم في إنتاج الغذاء وإدامة مصادر رزقهم. ولن تدخر الحركة جهدًا لضمان ألا يدير المجتمع الدولي ظهره لمعاناة الشعوب الصامدة في لبنان وفلسطين.

ندعو لنضال عالمي من أجل حقوق الفلاحين والسيادة الغذائية! لنعولم النضال لنعولم التضامن والأمل.

لافيا كامبيسينا

تُرجم هذا البيان عن الإنجليزية. النص الأصلي على: الرابط